Monday, May 17, 2010

قصر الثقافة ودار الكتب بطنطا ...بين الأهمية والاهمال


تحقيق وتصوير : روضة عفيفي

قصر الثقافة ودار الكتب بطنطا من المفترض أن تكونا مصدرا حيويا للمعرفة والثقافة لأبناء محافظة الغربية بل ومنطقة وسط الدلتا ككل ولكن هل هذا ما يحدث على أرض الواقع ؟ هل ما تقدمه هذه الاماكن لروادها من انشطة ثقافية علي مستوى يجعلهم يعتمدوا عليها كمصدر اساسى للمعرفة وتغذية الفكر؟ ولماذا لاتجد هذه الامكنة الاهتمام الذى يوازي أهميتها الثقافية ؟.........


قصر ثقافة طنطا ...

عندما تراه لأول وهلة تشعر وكأنك أخطأت الطريق فمظهره الخارجى لا يوحى أبدا بأنه يقدم أية انشطة ثقافية أو معرفية حيث يبدو عليه الاهمال والقدم والامر لايختلف كثيرا في الداخل فهو غير نظيف
وملىء بالأتربة ومظلم الى حد يشعرك بالكآبة ......



.واذا نظرنا للنصف الممتلىء من الكوب فان القصر يقدم العديد والعديد من الأنشطة الثقافية والتي تتحدث عنها أ/ صفاء النجار- مسئولة التخطيط والمتابعة بالقصر ـ وتقول: ان القصريقدم انشطة متنوعة فهناك( نادى الأدب )والذي يجتمع يوم الثلاثاء من كل أسبوع الساعة 7 مساء كما يقدم محاضرة كل شهر حسب المناسبات القومية أو الدينية في هذا الشهر و يناقش النادى كتاب أو قصة أو عرض سينمائى كل شهر ، كما يشمل قسم الطفل وهذا القسم مسئول عن مكتبات الطفل مثل مكتبة تحسين الصحة .
كما يوجد( قسم للدراسات والبحوث) ويهتم بالشباب والعمال فيقدم لهم محاضرة شهرية وعرض تقدمه فرقة الآلات الشعبية والتى تذهب لمراكز الشباب لتقدم عروضها في كل مركز مرة بالشهر وتذهب أيضا لتقدم عروضها بالسجون ، ويوجد مايعرف بقسم ( ثقافة القرية ) والذي يهتم بتقديم العديد من ندوات التوعية بالقري والنجوع القريبة من طنطا .
، وهناك أيضا ( نادى المرأة ) ويقدم أنشطة متنوعة تهم المرأة مثل تقديم دورات تدريبية لتعليم التفصيل والكر
وشية والتريكو وتصميم الفساتين والاكسسوارات ويتم عمل معارض لعرض المنتجات ولكن للأسف يتم وضعها دون أدنى استفادة منها فهى تبقى مهملة بالمخازن حتى تبلى ويذهب الجهد والمال المبذول في انتاجها هباء وعن السبب تقول أن هذه هي التعليمات ولا يجوز تجاوزها ، ومن الانشطة أيضا( نادى العلوم) والذى يختص بالجوانب العلمية مثل طرق الوقاية من الامراض المختلفة والمناعة ويقدم محاضرة شهريا حول مثل هذه الموضوعات ،
ووكذلك يهتم القصر (بالفنون التشكيلية) حيث يقدم كل شهر معرض فن تشكيلي حيث يعرض م/ أحمد شوقى تابلوهات مختلفة من تصميمه وهو يعطى دورات تدريبية في الرسم والعمارة بأسعار رمزية وأيضا ييتيح القصر الفرصة لطلبة كلية التربية النوعية وكليات الفنون وأصحاب الموهبة الفنية لعرض منتجاتهم ؛
ويوجد بالقصر (قسم للموسيقى العربية) الذى يقدم 4عروض شهريا وهو فريق من الطلبة والخريجين يجيدوا العزف على آلات موسيقية مختلفة منها البيانو والكمان والعود والطبله والقانون وعدد أعضاء الفرقة 45 فرد ويقودهم المايسترو محمد سرى عبد المنعم دويدار وقد شاركت الفرقة في مسابقات عدة حصدت خلاها على جوائز متعددة كانت آخرها مشاركتهم في المهرجان الثانى عشر للموسيقى العربية والذى انعقد في كلية الهندسة جامعة كفر الشيخ وقد حصلوا فيه على المركز الاول ،

أما (نادى المسرح) فيقدم مسرحيه كل عام كانت آخر أنشطتهم مسرحيه تتناول حياة المفكرد. مصطفى محمود؛ ومن أهم مايقدم القصر توجد المكتبة التى تحوى العديد من الكتب .......

وبما أن المكتبة تعد النشاط الرئيسي للقصر فقد دخلت لأتعرف على حالتها وأهم ما تقدمه لروادها وبمجرد أن دخلتها لم أستطع تجاهل حالة الكتب التى يرثى لها فهى قديمة جدا منها ما هو ملقى بصندوق في أحد الاركان وليست الكتب الموجودة على الارفف في حالة أفضل فالأتربة متراكمة عليها لتزيد حالتها سوءا معظم الكتب التى وقعت بين يداي كانت تتناول موضوعات قديمة وعندما سألت المسئولة عن المكتبة عن آخر مرة تم تزويد المكتبة بكتب جديدة فكرت قليلا ثم قالت بأن المكتبة لم تزود بالكتب منذ سنوات عدة وعن السبب تقول بأن الميزانية لا تكفي !!

و تحدثت الى زوار المكتبة لمعرفة رأيهم بالأنشطة التى يقدمها القصر والمكتبة بشكل خاص ....
تقول أميرة شلبى -طالبة- : "أتيت لمكتبة القصر حوالى 5 مرات فقط لعمل أبحاث كلفنى بها أساتذتى بالجامعة ولكننى غالبا ما لا اجد الكتب التى أبحث عنها فالكتب هنا قديمة ولا تناقش موضوعات معاصرة ولا تتوافق بالتالي مع احتياجاتنا ".

أما نادية عبد العال -طالبة- :" هناك اهمال شديد للكتب وصعوبة في الحصول علي الكتب التى نريدها خاصة وان العاملين هنا لا يساعدونى فى الوصول للكتب التى ابحث عنها ."

وتقول هدير سمير : " المكان سيء للغاية والاضاءة ضعيفة جدا كما لاتوجد أي تهوية فالمكان غير مشجع على القراءة وعادة لا آتى الى هنا الا بتكليف من اساتذتى
أما ع .ب فتقول جملة طريفة تقول:" بأن العاملين بالقصر يجبرونهم على حضور الندوات التى تعقد بالقصر فهم يدعون انها لا تتجاوز ربع ساعة وبعد أن يوافقوا على حضورها يجدوها تتجاوز الساعتين ......
"

أما دار الكتب بطنطا .....

لا تختلف حالها كثيرا عن قصر الثقافة فهى الاخرى تعانى من الاهمال الشديد على الرغم من ان مظهرها الخارجى يوحى بأنها أفضل حالا ولكن الكتب الموجودة بها من الداخل لاتلقى أي اهتمام وهي قديمة جدا وعلى الرغم من أن دار الكتب بطنطا هي الوحيدة في مصر بعد دار الكتب الموجودة بالقاهرة الا أنه وكما
أكدت المسئولة عن مكتبة الدار أن المكتبة لم يتم استقبال أى كتب جديدة منذ فترات طويلة بالرغم من أحقيتها بأن يتم تزويدها بالكتب بشكل دورى نظرا لأهميته لأبناء المحافظة والمحافظات المجاورة ، وأكدت على أن الدار لاتتبع وزارة الثقافة وانما تتبع هيئة محلية وهى قطاع الثقافة بالغربية لذا لا تلقى الاهتمام اللازم ولا تتاح لها الأمكانيات التى تؤهلها أن تكون فى مستوى دار الكتب بالقاهرة ........

وعن أنشطة الدار فهى لاتقتصر على المكتبة وانما بها قاعة للمراجع الاجنبية وقاعة د. عبد ال
حميد الشريف وتقول أ/ سعاد حماد- المسئولة عن القاعة- : أنها تتضمن الكتب التى كانت فى مكتبة د. عبد الحميد الشريف - وزير المالية الأسبق - والذى أهداها لمجلس المدينة وأهداها بدوره الى دار الكتب بطنطا وكان ذلك منذ سبعينيات القرن الماضى .......

وعن آراء زوار الدار يقول محمد غريب عبد المنعم -60 سنة - : ان قطاع الثقافة لا يدعم الدار بالكتب الجديدة التى تواكب العصر فالكتب الموجودة بها عفى عليها الزمان وهى من مخلفات الفكر البشرى ؛ وشبه حال الدار بالحنطور الموجود بالمخازن في حين ظهرت سيارات حديثة وصواريخ متطورة وهو لايزال في مكانه
واضاف اقتراحا بضرورة تغذية الداروغيرها من مكتبات الاقاليم بكتب ححديثة صدرت بعد عام 2000 .

اذا كنا جميعا ندرك اهمية المكتبات وقصور الثقافة في تغذية فكر افراد المجتمع وبالتالى الارتقاء بالمجتمع نفسه واذا كنا نرغب في ان تكون الاقاليم والمحليات على حال افضل مما هى عليه الآن فلماذا لا تكون مراكز الثقافة بها هى نقطة البدء ؟ بالتأكيد تحتاج دار الكتب وقصر الثقافة بطنطا وغيرها من مكتبات ومراكز الثقافة بالقاليم


الى أن ينظر اليها المسئولين بعين الاعتبار ويبذلوا جهدهم للارتقاء بها من خلال تزويدها بكل ماهو جديد في عالم الكتب والمعرفة بشكل مستمر ؛
وكذلك الاهتمام بالانفاق على تجديدها لتكون جاذبة لجمهورالقراء وأيضا تزويدها بأجهزة كمبيوتر
وربطها
بشبكة المعلومات الدولية لاتاحة الفرصة امام روادها للاطلاع على مصادر مختلفة للمعرفة خاصة فى ظل المنافسة القوية للكتب من جانب الانترنت والفضائيات ولكى يظل الكتاب سيد المعرفة .

3 comments:

Anonymous said...

تحقيق اكثر من رائع

Anonymous said...

لا يعيب الكتب قِدَمِها

Unknown said...

عنوانه فين وفعلا فيه مسرح وموسيقي وتعلم اكسسوارات وكده ولا ده كلام وبس عايزه اتعلم الة العود ده موجود هناك ولا موجود فين

آخر الأخبار