Thursday, May 13, 2010

بــغداد

جلس الأمير شهريار مع الأميره شهرزاد
قال لها في تحد وعناد
ماهي قصه اليله يا شهرزاد
قالت حكايتي عن الأميره بغداد
أميره كل البلاد
ذات الصيت
ذات القوه والعتاد
ومهد مهود الأنبياء صاحبه العيون الساهره
والأيدي الماهره
والعقول المفكره
فقال لها الأمير شهريار
اقلقتيني يا شهرزاد
وماذا حل للأميره بغداد؟
فقالت أيها الأمير انك ترقد في ثبات
لقد تم هتك عرض الأميره
لقد اطفئوا نور عيون الجميله
لقد قطعوا الأيدي الكريمه
لقد اصبحت بغداد اسيره
لقد اصبحت المعزه ذليله
فقال الأمير في ملل
شهرزاد لا تكوني سئيمه
مالنا ومال بغداد
هم باعوا ارضهم لليهود
هم اول من خرقوا العهود
هذا دأبهم منذ قدم الجدود
فقالت شهرزاد
سيدي هذه ليست بغداد
هذه فلسطين
مهد كل دين
وبلد معظم الأنبياء والمرسلين
هذه حكايه اخري
لن نحكيها اليله لانها حكايه كل ليله
فقال لها شهريار
لا تنسي ايتها المفكره
أنها كلها بلاد مدمره
أما أنا فليس لهم عندي شيء
أساليني عن نفسي وعن حالي
وألي اي درجه قد وصل مالي
ولا داعي ان ننظر الي الغد البعيد
ورجل العراق العربيد
وطفل الأقصي الشريد
مارأيك ايتها الاميره
أن نشاهد اليليه فيلما أوربيا
قصه بوليسيه او سياسيا او خياليا
لا يهم شيئا المهم انه اوروبيا
بلد التقدم والحضاره
والعزه والطهاره
والعلوم والمناره
نعم دعينا نقضي اوقاتا سعيده
وكلا منا يبكي علي ليلاه
فقالت منتفضه
سيدي أتترك الأسير أسيرا والجريح جريح
وانت تمتلك الدواء ولا تجرؤ حتي علي الاشاره ولا التلميح
بل والأدهي انك انت من اصبحت ترقد في هذا الضريح
سيدي الملاعين قتلوا الولد وهدموا البلد
ويدعون الحريه ويرفعونا اعلام الديمقراطيه
ويقولون اننا سوف نجعل منكم بلادا تنمويه
ثم صاح الديك
فأدرك شهرزاد الصباح وسكتت عن الكلام المباح
وأدركت أن كل كلامها قد راح وأن الأمير قد نام
منذ أكثر من سبعين عام
محمد بدران

2 comments:

آخر الأخبار